سرطان الثدي: التشخيص المبكر وطرق الفحص
يُعد سرطان الثدي أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين النساء اليوم. من المتوقع أن تصاب امرأة واحدة من كل 8 نساء فوق سن الأربعين بسرطان الثدي. هناك عدة عوامل تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي، مثل وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الثدي، بدء الدورة الشهرية في سن مبكرة، انقطاع الطمث المتأخر، قلة أو عدم حدوث الحمل، العلاجات الهرمونية، والتعرض للمواد الكيميائية البيئية. بالنظر إلى تكرار الإصابة بسرطان الثدي، تتزايد أهمية التشخيص المبكر. ولحسن الحظ، لدينا طرق فعالة للكشف المبكر. من بين هذه الطرق، يُعد الفحص الذاتي للثدي والفحص السريري للثدي الخطوات الأولى التي يجب البدء بها بعد سن الخامسة والعشرين.
يُعد الفحص الذاتي للثدي طريقة مهمة يجب أن تعرفها وتطبقها كل امرأة فوق سن 25 عامًا. يساعد هذا الفحص النساء على التعرف على بنية ثدييهن ويمكنهن من استشارة الطبيب إذا تم اكتشاف أي تغييرات. أما الفحص السريري للثدي فهو يتم بواسطة أخصائي رعاية صحية، ويُوصى به سنويًا للنساء المعرضات لخطر الإصابة بسرطان الثدي بعد سن 25.
يُعتبر تصوير الثدي الشعاعي (الماموجرام) المعيار الذهبي لفحص سرطان الثدي، ويمكن إجراء تصوير الثدي التشخيصي في أي عمر بناءً على الحاجة. في حالات النتائج المشبوهة، يجب إجراء التصوير الشعاعي التشخيصي بدءًا من سن 25 بناءً على حالة المريضة، ويوصى بالتصوير الشعاعي الروتيني سنويًا بعد سن الأربعين. توصي المعايير الوطنية لبرنامج فحص سرطان الثدي التي أعدتها وزارة الصحة التركية بإجراء التصوير الشعاعي كل عامين للنساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 40 و69 عامًا. بينما تقترح الجمعية التركية للأشعة البدء في الفحص السنوي بالتصوير الشعاعي عند سن 40. يتفق كلا المؤسستين على أن جميع النساء فوق سن الأربعين يجب أن يجرين تصوير الثدي الشعاعي كجزء من الفحص الروتيني للكشف عن سرطان الثدي.
يُعتبر التصوير بالموجات فوق الصوتية للثدي طريقة مساعدة تُستخدم بشكل متكرر جنبًا إلى جنب مع تصوير الثدي الشعاعي في فحص سرطان الثدي. ولأن الموجات فوق الصوتية لا تحتوي على إشعاع، فهي آمنة للاستخدام لدى النساء دون سن الأربعين، وكذلك لدى النساء الحوامل والمرضعات. كما يُوصى بها لتقييم نسيج الثدي الكثيف لدى النساء فوق سن الأربعين. بالنسبة للنساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 25 و40 عامًا، يُعتبر التصوير بالموجات فوق الصوتية الاختبار الأول الموصى به في حالات وجود كتلة ملموسة أو ألم في الثدي أو تغيرات في الشكل أو اللون بعد فحص الطبيب.
قد تكون هناك حاجة إلى التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) للثدي للنساء فوق سن الأربعين في الحالات التي لا يمكن فيها للتصوير الشعاعي أو الموجات فوق الصوتية توفير تشخيص نهائي، أو عند الحاجة إلى اتخاذ قرار نهائي قبل الخزعة. تُوصي بعض المصادر بإجراء فحص دوري بالرنين المغناطيسي للمرضى المعرضين لخطر الإصابة بسرطان الثدي أو الحاملين لطفرة جين BRCA بدءًا من سن 25.
يُعتبر سرطان الثدي نوعًا من السرطان يمكن علاجه بشكل كبير عند تشخيصه مبكرًا. يُحسن التشخيص المبكر والعلاج بشكل كبير من جودة حياة المريضة. في حين يظل تصوير الثدي الشعاعي الوسيلة الأساسية للنساء فوق سن الأربعين، فإن ضرورة استخدام الطرق الأخرى تعتمد على قرار مشترك بين المريضة والطبيب. وفي الختام، “الكشف المبكر ينقذ الأرواح”، وصحة الثدي لا ينبغي إهمالها أبدًا.
- Uzm. Dr. Türkan Düz
- أخصائي أشعة